عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة
إنَّ عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة هو أن يحبط عمله وأن يُعاقب في نار جهنم، حيث ورد ذلك في قوله تعالى في كتابه الكريم: “مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”، فإنَّ من قام بالأعمال الصالحة والعبادات مثل الصلاة أو الصوم أو الحج بهدف تحقيق مصالحه الدنيوية أو بهدف الرياء للناس فإنَّ عمله يحبط في الحياة الدنيا وليس له أجرٌ عند الله تعالى، بل له عذاب جهنم، والله أعلم.
حكم قصد الفائدة الدنيوية من العمل
إنَّ نية الإنسان في هذه الحياة عند قيامه بأي عمل لا بدَّ لها أن تكون في سبيل الله تعالى ونيل محبّته وثوابه وتحقيق رضاه، وإنّ قصد الفائدة الدنيوية من العمل يُقسم إلى قسمين من حيث الحكم وهما:
- قصد الدنيا بعبادات الآخرة: وهو أن يقصد المرء الفائدة الدنيوية من بعض العبادات مثل الصلاة أو الصيام، دون أن يقصد من أداء العبادة أجر الآخرة وثوابها، وإنَّ حكم من فعل ذلك يُعدُّ شركًا بالله تعالى.
- قصد الفائدة الدنيوية لبعض الأعمال: وهو أن يقصد الإنسان الفائدة الدنيوية التي ينالها في الدنيا من بعض الأعمال مثل بر الوالدين أو صلة الرحم، فإنَّ كانت نيَّته للدنيا فقط دون قصد الآخرة فقد حبط عمله وله جزاء ذلك عند الله تعالى، أمَّا من قصد فائدة الدنيا والآخرة معًا فإنَّه لا بأس في ذلك، فقد رغَّبت الشريعة الإسلامية بهذه الأعمال من خلال بيان أجر الإنسان عليها في الدنيا والآخرة.
ولهذا اليوم نكون قد أجبنا عن السؤال في مقالنا ووضحناه ،يسعدنا وجودكم معنا ونتمنى التوفيق لكم.