فضل صيام شهر رجب

شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم في الإسلام، وهو الشهر السابع من السنة الهجرية. يعتبر شهر رجب من الأشهر المباركة والمفضلة في الشريعة الإسلامية، ويتميز بخصوصية كبيرة بين المسلمين. على الرغم من أن صيام شهر رجب بشكل كامل أو خاص ليس من السنن الثابتة أو الواردة بشكل مباشر في الأحاديث النبوية، إلا أن له فضلًا كبيرًا كونه أحد الأشهر الحرم التي حث الله سبحانه وتعالى على تعظيمها.

فضائل شهر رجب بشكل عام:
1. شهر من الأشهر الحرم:
– من أبرز خصائص شهر رجب هو أنه أحد الأشهر الحرم التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم. قال الله تعالى في سورة التوبة:
“إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ” (التوبة: 36).
وهذا يشير إلى أن الأشهر الحرم (رجب، ذو القعدة، ذو الحجة، ومحرم) هي أشهر مفضلة عند الله، والتي ينبغي فيها تعظيم العبادة.

2. شهر مميز لأداء العبادة والطاعات:
– بما أن رجب من الأشهر الحرم، فقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم:
“إنَّ الزمانَ قد استدار كهيئته يوم خلق الله السمواتِ والأرضَ، السنةُ اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ: ثلاثٌ متوالياتٌ: ذو القعدةِ، وذو الحجةِ، والمحرَّمُ، ورجبُ مضر الذي بين جمادى وشعبانَ” (رواه البخاري).
ولذلك، يعتبر شهر رجب وقتًا مناسبًا لزيادة العبادة، مثل الصلاة و الصدقة و الذكر، وتوجيه القلوب إلى الله.

3. القيام بالتوبة والتطهير الروحي:
– بما أن رجب شهر مبارك، فينصح المسلمون بالاستفادة منه في التوبة و التقرب إلى الله. يمكن أن يكون هذا الشهر فرصة لتجديد النية والتوبة عن الذنوب السابقة، والتوجه إلى الله بالدعاء والعبادة.

صيام شهر رجب:
– الصيام في رجب: لم يرد حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يُوصي بصيام شهر رجب بالكامل. لكن هناك بعض الأحاديث الضعيفة التي تذكر فضل صيام رجب، مثل حديث:
“صوموا رجبًا وشعبانًا، فإنهما شهران يغفل الناس عنهما بين جمادى وشعبان” (حديث ضعيف).
لذلك، لا يعتبر صيام شهر رجب فرضًا أو سنة مؤكدة، ولكنه مستحب لمن أراد زيادة العبادة في هذا الشهر المبارك.

– صيام أيام معينة في رجب: يُستحب صيام الأيام التي وافقت السنن أو التي وردت في الأحاديث الصحيحة، مثل:
– يوم الاثنين والخميس: حيث يُستحب صيام هذين اليومين في كل شهر من السنة.
– صيام الأيام البيض (13، 14، 15 من كل شهر هجري): وهي أيام مفضلة في جميع الشهور.

ليلة الإسراء والمعراج:
– من الأحداث الكبيرة التي وقعت في شهر رجب هي ليلة الإسراء والمعراج، وهي الليلة التي أسري فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماء.
– على الرغم من أن ليلة الإسراء والمعراج ليست يومًا محددًا بالضبط في التقويم الهجري، إلا أن العديد من المسلمين يعتبرونها ليلة مباركة ويحيونها بالصلاة والدعاء. وقد ورد في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر فضل الإسراء والمعراج في عدة مناسبات.