ما هي السبع الموبقات

السبع الموبقات هي مجموعة من الأفعال التي حذر منها الإسلام بشدة، واعتبرها من أشد الذنوب التي قد تؤدي إلى الهلاك في الدنيا والآخرة إذا لم يتُب عنها الشخص. ورد ذكر السبع الموبقات في الحديث النبوي الشريف، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

> “اجتنبوا السبع الموبقات”، قيل: “يا رسول الله، وما هن؟”، قال: “الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”.
(رواه البخاري ومسلم)

1. الشرك بالله
– الشرك هو أن يُشرك الإنسان مع الله في العبادة أو في صفاته. ويعتبر الشرك بالله أعظم الذنوب في الإسلام، وهو الذنب الذي لا يُغفر إذا لم يتُب صاحبه قبل موته. يتضمن الشرك عبادة الأصنام أو الاعتقاد بوجود آلهة أخرى إلى جانب الله.
– قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكُ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ” (النساء: 48).

2. السحر
– السحر هو التعامل مع القوى الشيطانية أو استخدام طقوس غير شرعية للتأثير على الآخرين أو لأغراض خبيثة. يُعتبر السحر من الكفر لأنه يعتمد على الاستعانة بالشياطين والجن بدلاً من الله. وقد ورد في القرآن الكريم تحذير شديد من السحر واعتباره من الكبائر.
– قال الله تعالى: “وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ” (البقرة: 102).

3. قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
– قتل النفس من أفظع الجرائم في الإسلام، ويشمل القتل العمد أو القتل بغير حق، مثل القتل بسبب الانتقام أو الفتنة. القتل من أفظع الكبائر في الإسلام، وهو محرم تمامًا إلا في حالات معينة مثل الدية أو القصاص في حالة القتل العمد بعد محاكمة شرعية.
– قال الله تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ” (الإسراء: 33).

4. أكل مال اليتيم
– أكل مال اليتيم هو الاستيلاء على مال اليتيم بغير حق أو التلاعب به. يعتبر هذا الفعل من الكبائر التي حذر الله منها، وتوعد المرتكبين بعذاب شديد.
– قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا” (النساء: 10).

5. أكل الربا
– الربا هو زيادة المال على المال بشكل غير شرعي، ويشمل التعاملات المالية التي تعتمد على الفائدة أو الاستغلال، مثل الفائدة البنكية الربوية. يعتبر الربا من أكبر الذنوب في الإسلام، وقد توعد الله مرتكبيه بالعذاب في الدنيا والآخرة.
– قال الله تعالى: “الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ” (البقرة: 275).

6. التولي يوم الزحف
– التولي يوم الزحف هو الهروب من المعركة في وقت الحرب، ويعد من الكبائر في الإسلام. ويُعتبر هذا الفعل خيانة و جبنًا، خاصة في حالات الجهاد في سبيل الله. يجب على المسلم أن يقف في الصفوف الأمامية في الحرب العادلة ولا يفر من المعركة إلا إذا كانت هناك مبررات شرعية.
– قال الله تعالى: “وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ” (الأنفال: 16).

7. قذف المحصنات المؤمنات الغافلات
– قذف المحصنات هو الاتهام الباطل والافتراء على امرأة عفيفة بارتكاب فاحشة الزنا دون دليل. هذا الفعل يُعد من الكبائر في الإسلام ويؤدي إلى العقاب الشديد في الدنيا والآخرة.
– قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (النور: 23).